مخيم البداوي
بين اللجوء والمعاناة
اسم الباحثة: ميسون جمال مصطفى
2007
مقدمة:
يعاني اللاجئون الفلسطنيون في مخيمات شمال لبنان،
أوضاعا مأساوية غاية في الحرمان والمعاناة على كافة الصعد،
في ظل غياب التشريعات والقوانين التي تكفل حمايتهم.
فالفلسطيني مضى على وجوده في لبنان أكثر من نصف قرن،
إلاّ أنه إلى الآن لم يحصّل أي من حقوقه التي يتمتع بها اللاجئون في العالم
في إطار اتفاقية جينيف والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
وبالعودة إلى تاريخ 1969، وهو تاريخ عقد "اتفاق القاهرة" بين الحكومة اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية،
والذي أقرت بموجبه حقوق اللاجئين الفلسطنين الإنسانية ،
نرى أن هذا الإتفاق قد تم الغاؤه من قبل الحكومة اللبنانية إبان رحيل منظمة التحرير من لبنان،
ثم ألغته من طرفها رسميا سنة 1987.
لم تتوقف الحكومة اللبنانية عند هذا الحد، بل قامت بإجراءات أخرى،
كان لها الأثر السلبي على اللاجئين في لبنان،
مما زاد حياتهم صعوبة وقسوة. فتحت شعار" رفض التوطين، وتأييدا لحق العودة( قرار 194) الذي صدر عن هيئة الأمم المتحدة سنة 1948،
قامت الدولة اللبنانية بإصدار قوانين جديدة تضيق على الفلسطينين وتمنعهم من الإندماج في المجتمع اللبناني،
ولعل من أبرزها قانوني العمل والتملك، وسيكون لنا وقفة عندهما في الواقع الاقتصادي والاجتماعي.
وبالعودة إلى حياة اللاجئ في مخيم البداوي، نرى أن المخيم يضيق على سكانه، كما تضيق عليه الظروف الإقتصادية الصعبة،
فكم من أناس يعانون أدنى درجات المعيشة، فالفقر يتفشى في حارات المخيم كتفشي الطاعون أو الكوليرا بين الناس في أزمنة الحرب!!
كما أنه من غير المسموح للاجئين بالتوسع خارج حدود المخيم المعترف بها من قبل الحكومة اللبنانية، مما يؤدي إلى البناء العامودي.
عانى اللاجئ الفلسطيني في المخيم وما يزال من الأوضاع المعيشة المتردية منذ نكبة 1948،
فقد رافقته هذه الظروف منذ وصوله إلى لبنان وسكنه الخيام بدلا من المسكن الذي جهد لبنائه،
وضاقت عليه الحارة وهو الذي كان يسرح في أرض قريته حرا، فتبدلت حياته وتغير نظامها وجهد إلى تأمين لقمة عيش تسد رمق صغاره متحديا الظروف القاهرة التي تحيط به،
فمن الخيام انتقل إلى بيوت من طوب مسقوفة بالزينكو والأترنيك، حر في الصيف وأمطار في الشتاء، بيوت غير لائقة انسانيا،
كما أنها تفتقر إلى مقومات الحياة من كهرباء وماء ....الخ،
وكان كل شيىء مشترك كالمراحيض وغيرها، وتشير لجنة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية أن المسكن ليس "مجرد وجود سقف فوق رأس المرء ...
بل ينبغي النظر إليه على أنه الحق في العيش في مكان ما بأمن وسلام وكرامة" 1
قبل أن اتحدث عن مخيم البداوي، أود أن أنقل لكم تعريف الأونروا لكلمة المخيم وللأراضي التي بني عليها"
المخيم حسب تعريف الأونروا، عبارة عن رقعة أرض خصصتها السلطات المضيفة للأونروا من أجل توفير الإقامة للاجئي فلسطين وإقامة المرافق التي تلبي احتياجاتهم"2
أما تعريفها للأراضي التي بنيت عليها المخيمات فهي"
الرقع الأرضية التي أقيمت عليها المخيمات هي أرض حكومية أو في أغلب الحالات أرض تؤجرها الحكومة المضيفة من المالكين المحليين.
وهذا يعني أن اللاجئين في المخيمات لا "يمتلكون" الأرض التي بنيت عليها منازلهم،
بل يحق لهم "استخدامها" للسكنى. تقتصر مسئولية الأونروا في المخيمات على توفير الخدمات وإدارة المرافق.
ولا تمتلك الأونروا المخيمات أو تديرها أو تحرسها حيث تقع هذه المسؤوليات جميعها على عاتق السلطات المضيفة.
ولدى الأونروا مكتب خدمات لكل مخيم يتردد عليه السكان لتحديث سجلاتهم أو طرح قضايا تتعلق بخدمات الوكالة مع مسئول
خدمات المخيم الذي يحيل بدوره شواغل اللاجئين والتماساتهم إلى إدارة الأونروا في المنطقة التي يقع فيها المخيم"3
اللاجئون بحسب تعريف الأونروا" لابد أن تكون فلسطين قد كانت مقرا لإقامتهم بين شهري يونيو/حزيران 1946 ومايو/أيار 1948،
وأن يكونوا قد فقدوا مساكنهم ومصادر رزقهم نتيجة للحرب العربية الإسرائيلية عام 1948"4
هذا اللاجئ الذي فقد أرضه بسبب نكبة1948، فقد معها كل ما يملك حتى الحقوق المدنية في لبنان،
لأن الدولة اللبنانية تخلط ما بينها وما بين حق العودة رفضا للتوطين.
الموقع والمساحة:
"هو المخيم الثاني في شمال لبنان، يقع على مرتفع يطل على مدينة طرابلس،
له مدخلان رئيسان: الجنوبي من جهة طرابلس القبة، والشمالي على طريق البداوي الجبل المطل على مدينة البداوي.
يحيط بالمخيم تلة المنكوبين وتلال جبل تربل، ويبعد عن وسط مدينة طرابلس 3 كيلو مترا،
ويرتفع حوالي 150 مترا عن سطح البحر.
يحاذي المخيم شركة تكرير النفط IPC وبلدة المنكوبين ووداي النحلة، ودير عمّار حيث توجد فيها أكبر محطة كهرباء في شمال لبنان.
كما يقع بالقرب من المخيم ثكنة بهجت غانم التابعة للجيش اللبناني والجامعة اللبنانية والمستشفى الحكومي ويبعدون عنه حوالي 1000 مترا.
يوجد حول المخيم انشاءات حديثة هي امتداد لمدينة البداوي.
مساحة المخيم 1 كلم2 = مليون م2=100 هكتار= 1000 دونما، وتعود ملكية أراضيه إلى بلدية البداوي"5.
يقسّم المخيم إلى أربعة قطاعات( أ، ب، ج، د ) يتوزع عليها السكان،
الذين يبلغ عددهم حوالي 18 الف نسمة.
يوجد في المخيم أربع مقابر من ضمنها مقبرة الشهداء، وعدد من المساجد: مسجد القدس- مسجد عمر بن الخطاب- مسجد زمزم- مسجد الأمام علي بن أبي طالب
وقد هدم منذ حوالي شهرين وما يزال قيد البناء- مسجد السنة على أطراف المخيم ومصلى الأمين.
لمحة تاريخية حول بناء المخيم:
لا بد لأي باحث في شؤون مخيم البداوي من التوجه إلى اللجنة الشعبية، لأنها تملك المعلومات الكافية الوافية عنه،
فتوجهت إلى أعضائها بالسؤال عن الظروف المحيطة التي دفعت إلى بناء المخيم.
أجابني السيد أبو رياض شتلة نائب سر أمين اللجنة: كان هناك توجها من الإدارة الأمريكية ببناء مخيمات لأبناء شعبنا في الشمال، بدأت الفكرة سنة 1952، وأنشئ المخيم سنة 1953، فلم يقبل أحد السكن فيه، خوفا من التوطين، وعلى إثر فيضان نهر" أبو علي" اضطر الأهالي للإستسلام للأمر الواقع.
ويعلق أبو محمد سويد(مسؤول التنسيق بين المؤسسات): بني المخيم سنة 1953،
ولكن الناس رفضت السكن فيه خوفا من التوطين ومن مشروع" كلاب الأمريكي"، ووصل الأمر بمجموعة من مخيم نهر البارد إلى احراق خيمها لأنها تريد العودة إلى فلسطين.
وما دفع الناس إلى سكن المخيم هو فيضان نهر أبو علي الذي الحق ضررا بمراكز تجمع الفلسطينين في منطقة خان العسكر.
وعن أول من سكن المخيم فيجيب: هم أهل المدن من عكا ويافا وحيفا وصفد لأنهم كانوا في منطقة الخان،
وسكنوا فيما يطلق عليها حاليا منطقة قطاع (ج) أو المخيم العتيق أو التحتاني، ولم يكن في المخيم أي مرفق صحي ولا كهرباء،
وكانت الحمامات وصنابير المياه وغيرها مشترك، أما الإنارة فكانت في الطرقات فقط ، كما كان السكان يجلبون الماء من البداوي.
تم اسكانهم في منازل بحسب أفراد العائلة تحمل أرقاما وضعتها الأونروا، مبنية من الاترنيك ولم تكن قد اكتملت البناء من كافة النواحي.
أما الدفعة الثانية فكانت من بعلبك من أهالي منطقة شفاعمرو حيث سكنوا في المنطقة العليا من المخيم،
ثم قدمت الدفعة الثالثة وكانت من بعض الفلاحين من البوذية والجش والصفصاف وسحماتا الذين كانوا في قصب ودكاكين الميناء وبالفراغين.
لم تنته حركة السكن في المخيم في عام 1958، بل تبعتها حركة لجوء من مناطق الجنوب وبيروت ،
إثر الاجتياح الصهيوني للبنان سنة 1982، حيث سكن قسم منهم في ما يعرف ببنايات أبو نعيم
والقسم الأخر تم بناء مساكن مؤقتة لهم، وما يزالون في المساكن المؤقتة التي تم تشيدها عام 83 يرزحون في بيوت لا تحمل أي معان للإنسانية تحت الزينكو،
والقسم الأخر في بنايات أبو نعيم أيضا يعانون ظروفا مأساوية، حيث تتسرب المياه إلى البيوت صيفا شتاء،
فالأسقف تظهر أسلاكها الحديدية، وبعض البيوت يتساقط عليهم من باطون السقف،
كما أن فيها نسبة رطوبة عالية جدا تسبب أمراض الربو وضيق التنفس.
وسكن المخيم البعض من فاقدي الهوية والغير شرعيين بنظر الحكومة اللبنانية،
وأغلبيتهم قدموا مع الثورة الفلسطينية وبعد مجازر ايلول الأسود، من مناطق الضفة الغربية وغزة والأردن ومصر والعراق...الخ.
توزع السكان في المخيم على أربعة قطاعات سكنية وهي على النحو الأتي:
قطاع أ: ويشكل 30% من سكان المخيم ، أغلبية سكانه من قضاء صفد-شفاعمرو- نحف- صفورية- يافا- عرب حيفا- الغابسية- الجش- الصفصاف.
قطاع ب: ويشكل 20% من سكان المخيم، أغلبية سكانه من قضاء صفد – سحماتا- البروة- حيفا- الصفصاف- البوزية- جاحولا- الناعمة.
قطاع ج: ويشكل 30% من سكان المخيم ، اغلبية سكانه من قضاء حيفا- يافا- صفورية- قضاء صفد- البوزية.
قطاع د: ويشكل 20% من سكان المخيم يتوزعون على ثلاث مناطق:
·أرض منظمة التحرير: مساكن مؤقتة.
·أرض المدارس: وتم بناء بيوت جديدة لهم.
·بنايات أبو نعيم: بيوت احتلال.
شهد مخيم البداوي كغيره من المخيمات الفلسطينية هجرة إلى أوروبا ومنها ألمانيا،
الدانمرك، السويد، النروج...الخ.
كما شهد أيضا حركة سكن من قبل الأكراد والسوريين الذين يعملون في لبنان ولبنانين من الجوار،
وهذا الأمر أثّر بشكل سلبي جدا على المخيم وبخاصة في طريقة صرف الكهرباء والمياه التي تهدر من قبلهم وتتسبب في انقطاع مستمر للكهرباء.
بين اللجوء والمعاناة
اسم الباحثة: ميسون جمال مصطفى
2007
مقدمة:
يعاني اللاجئون الفلسطنيون في مخيمات شمال لبنان،
أوضاعا مأساوية غاية في الحرمان والمعاناة على كافة الصعد،
في ظل غياب التشريعات والقوانين التي تكفل حمايتهم.
فالفلسطيني مضى على وجوده في لبنان أكثر من نصف قرن،
إلاّ أنه إلى الآن لم يحصّل أي من حقوقه التي يتمتع بها اللاجئون في العالم
في إطار اتفاقية جينيف والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
وبالعودة إلى تاريخ 1969، وهو تاريخ عقد "اتفاق القاهرة" بين الحكومة اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية،
والذي أقرت بموجبه حقوق اللاجئين الفلسطنين الإنسانية ،
نرى أن هذا الإتفاق قد تم الغاؤه من قبل الحكومة اللبنانية إبان رحيل منظمة التحرير من لبنان،
ثم ألغته من طرفها رسميا سنة 1987.
لم تتوقف الحكومة اللبنانية عند هذا الحد، بل قامت بإجراءات أخرى،
كان لها الأثر السلبي على اللاجئين في لبنان،
مما زاد حياتهم صعوبة وقسوة. فتحت شعار" رفض التوطين، وتأييدا لحق العودة( قرار 194) الذي صدر عن هيئة الأمم المتحدة سنة 1948،
قامت الدولة اللبنانية بإصدار قوانين جديدة تضيق على الفلسطينين وتمنعهم من الإندماج في المجتمع اللبناني،
ولعل من أبرزها قانوني العمل والتملك، وسيكون لنا وقفة عندهما في الواقع الاقتصادي والاجتماعي.
وبالعودة إلى حياة اللاجئ في مخيم البداوي، نرى أن المخيم يضيق على سكانه، كما تضيق عليه الظروف الإقتصادية الصعبة،
فكم من أناس يعانون أدنى درجات المعيشة، فالفقر يتفشى في حارات المخيم كتفشي الطاعون أو الكوليرا بين الناس في أزمنة الحرب!!
كما أنه من غير المسموح للاجئين بالتوسع خارج حدود المخيم المعترف بها من قبل الحكومة اللبنانية، مما يؤدي إلى البناء العامودي.
عانى اللاجئ الفلسطيني في المخيم وما يزال من الأوضاع المعيشة المتردية منذ نكبة 1948،
فقد رافقته هذه الظروف منذ وصوله إلى لبنان وسكنه الخيام بدلا من المسكن الذي جهد لبنائه،
وضاقت عليه الحارة وهو الذي كان يسرح في أرض قريته حرا، فتبدلت حياته وتغير نظامها وجهد إلى تأمين لقمة عيش تسد رمق صغاره متحديا الظروف القاهرة التي تحيط به،
فمن الخيام انتقل إلى بيوت من طوب مسقوفة بالزينكو والأترنيك، حر في الصيف وأمطار في الشتاء، بيوت غير لائقة انسانيا،
كما أنها تفتقر إلى مقومات الحياة من كهرباء وماء ....الخ،
وكان كل شيىء مشترك كالمراحيض وغيرها، وتشير لجنة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية أن المسكن ليس "مجرد وجود سقف فوق رأس المرء ...
بل ينبغي النظر إليه على أنه الحق في العيش في مكان ما بأمن وسلام وكرامة" 1
قبل أن اتحدث عن مخيم البداوي، أود أن أنقل لكم تعريف الأونروا لكلمة المخيم وللأراضي التي بني عليها"
المخيم حسب تعريف الأونروا، عبارة عن رقعة أرض خصصتها السلطات المضيفة للأونروا من أجل توفير الإقامة للاجئي فلسطين وإقامة المرافق التي تلبي احتياجاتهم"2
أما تعريفها للأراضي التي بنيت عليها المخيمات فهي"
الرقع الأرضية التي أقيمت عليها المخيمات هي أرض حكومية أو في أغلب الحالات أرض تؤجرها الحكومة المضيفة من المالكين المحليين.
وهذا يعني أن اللاجئين في المخيمات لا "يمتلكون" الأرض التي بنيت عليها منازلهم،
بل يحق لهم "استخدامها" للسكنى. تقتصر مسئولية الأونروا في المخيمات على توفير الخدمات وإدارة المرافق.
ولا تمتلك الأونروا المخيمات أو تديرها أو تحرسها حيث تقع هذه المسؤوليات جميعها على عاتق السلطات المضيفة.
ولدى الأونروا مكتب خدمات لكل مخيم يتردد عليه السكان لتحديث سجلاتهم أو طرح قضايا تتعلق بخدمات الوكالة مع مسئول
خدمات المخيم الذي يحيل بدوره شواغل اللاجئين والتماساتهم إلى إدارة الأونروا في المنطقة التي يقع فيها المخيم"3
اللاجئون بحسب تعريف الأونروا" لابد أن تكون فلسطين قد كانت مقرا لإقامتهم بين شهري يونيو/حزيران 1946 ومايو/أيار 1948،
وأن يكونوا قد فقدوا مساكنهم ومصادر رزقهم نتيجة للحرب العربية الإسرائيلية عام 1948"4
هذا اللاجئ الذي فقد أرضه بسبب نكبة1948، فقد معها كل ما يملك حتى الحقوق المدنية في لبنان،
لأن الدولة اللبنانية تخلط ما بينها وما بين حق العودة رفضا للتوطين.
الموقع والمساحة:
"هو المخيم الثاني في شمال لبنان، يقع على مرتفع يطل على مدينة طرابلس،
له مدخلان رئيسان: الجنوبي من جهة طرابلس القبة، والشمالي على طريق البداوي الجبل المطل على مدينة البداوي.
يحيط بالمخيم تلة المنكوبين وتلال جبل تربل، ويبعد عن وسط مدينة طرابلس 3 كيلو مترا،
ويرتفع حوالي 150 مترا عن سطح البحر.
يحاذي المخيم شركة تكرير النفط IPC وبلدة المنكوبين ووداي النحلة، ودير عمّار حيث توجد فيها أكبر محطة كهرباء في شمال لبنان.
كما يقع بالقرب من المخيم ثكنة بهجت غانم التابعة للجيش اللبناني والجامعة اللبنانية والمستشفى الحكومي ويبعدون عنه حوالي 1000 مترا.
يوجد حول المخيم انشاءات حديثة هي امتداد لمدينة البداوي.
مساحة المخيم 1 كلم2 = مليون م2=100 هكتار= 1000 دونما، وتعود ملكية أراضيه إلى بلدية البداوي"5.
يقسّم المخيم إلى أربعة قطاعات( أ، ب، ج، د ) يتوزع عليها السكان،
الذين يبلغ عددهم حوالي 18 الف نسمة.
يوجد في المخيم أربع مقابر من ضمنها مقبرة الشهداء، وعدد من المساجد: مسجد القدس- مسجد عمر بن الخطاب- مسجد زمزم- مسجد الأمام علي بن أبي طالب
وقد هدم منذ حوالي شهرين وما يزال قيد البناء- مسجد السنة على أطراف المخيم ومصلى الأمين.
لمحة تاريخية حول بناء المخيم:
لا بد لأي باحث في شؤون مخيم البداوي من التوجه إلى اللجنة الشعبية، لأنها تملك المعلومات الكافية الوافية عنه،
فتوجهت إلى أعضائها بالسؤال عن الظروف المحيطة التي دفعت إلى بناء المخيم.
أجابني السيد أبو رياض شتلة نائب سر أمين اللجنة: كان هناك توجها من الإدارة الأمريكية ببناء مخيمات لأبناء شعبنا في الشمال، بدأت الفكرة سنة 1952، وأنشئ المخيم سنة 1953، فلم يقبل أحد السكن فيه، خوفا من التوطين، وعلى إثر فيضان نهر" أبو علي" اضطر الأهالي للإستسلام للأمر الواقع.
ويعلق أبو محمد سويد(مسؤول التنسيق بين المؤسسات): بني المخيم سنة 1953،
ولكن الناس رفضت السكن فيه خوفا من التوطين ومن مشروع" كلاب الأمريكي"، ووصل الأمر بمجموعة من مخيم نهر البارد إلى احراق خيمها لأنها تريد العودة إلى فلسطين.
وما دفع الناس إلى سكن المخيم هو فيضان نهر أبو علي الذي الحق ضررا بمراكز تجمع الفلسطينين في منطقة خان العسكر.
وعن أول من سكن المخيم فيجيب: هم أهل المدن من عكا ويافا وحيفا وصفد لأنهم كانوا في منطقة الخان،
وسكنوا فيما يطلق عليها حاليا منطقة قطاع (ج) أو المخيم العتيق أو التحتاني، ولم يكن في المخيم أي مرفق صحي ولا كهرباء،
وكانت الحمامات وصنابير المياه وغيرها مشترك، أما الإنارة فكانت في الطرقات فقط ، كما كان السكان يجلبون الماء من البداوي.
تم اسكانهم في منازل بحسب أفراد العائلة تحمل أرقاما وضعتها الأونروا، مبنية من الاترنيك ولم تكن قد اكتملت البناء من كافة النواحي.
أما الدفعة الثانية فكانت من بعلبك من أهالي منطقة شفاعمرو حيث سكنوا في المنطقة العليا من المخيم،
ثم قدمت الدفعة الثالثة وكانت من بعض الفلاحين من البوذية والجش والصفصاف وسحماتا الذين كانوا في قصب ودكاكين الميناء وبالفراغين.
لم تنته حركة السكن في المخيم في عام 1958، بل تبعتها حركة لجوء من مناطق الجنوب وبيروت ،
إثر الاجتياح الصهيوني للبنان سنة 1982، حيث سكن قسم منهم في ما يعرف ببنايات أبو نعيم
والقسم الأخر تم بناء مساكن مؤقتة لهم، وما يزالون في المساكن المؤقتة التي تم تشيدها عام 83 يرزحون في بيوت لا تحمل أي معان للإنسانية تحت الزينكو،
والقسم الأخر في بنايات أبو نعيم أيضا يعانون ظروفا مأساوية، حيث تتسرب المياه إلى البيوت صيفا شتاء،
فالأسقف تظهر أسلاكها الحديدية، وبعض البيوت يتساقط عليهم من باطون السقف،
كما أن فيها نسبة رطوبة عالية جدا تسبب أمراض الربو وضيق التنفس.
وسكن المخيم البعض من فاقدي الهوية والغير شرعيين بنظر الحكومة اللبنانية،
وأغلبيتهم قدموا مع الثورة الفلسطينية وبعد مجازر ايلول الأسود، من مناطق الضفة الغربية وغزة والأردن ومصر والعراق...الخ.
توزع السكان في المخيم على أربعة قطاعات سكنية وهي على النحو الأتي:
قطاع أ: ويشكل 30% من سكان المخيم ، أغلبية سكانه من قضاء صفد-شفاعمرو- نحف- صفورية- يافا- عرب حيفا- الغابسية- الجش- الصفصاف.
قطاع ب: ويشكل 20% من سكان المخيم، أغلبية سكانه من قضاء صفد – سحماتا- البروة- حيفا- الصفصاف- البوزية- جاحولا- الناعمة.
قطاع ج: ويشكل 30% من سكان المخيم ، اغلبية سكانه من قضاء حيفا- يافا- صفورية- قضاء صفد- البوزية.
قطاع د: ويشكل 20% من سكان المخيم يتوزعون على ثلاث مناطق:
·أرض منظمة التحرير: مساكن مؤقتة.
·أرض المدارس: وتم بناء بيوت جديدة لهم.
·بنايات أبو نعيم: بيوت احتلال.
شهد مخيم البداوي كغيره من المخيمات الفلسطينية هجرة إلى أوروبا ومنها ألمانيا،
الدانمرك، السويد، النروج...الخ.
كما شهد أيضا حركة سكن من قبل الأكراد والسوريين الذين يعملون في لبنان ولبنانين من الجوار،
وهذا الأمر أثّر بشكل سلبي جدا على المخيم وبخاصة في طريقة صرف الكهرباء والمياه التي تهدر من قبلهم وتتسبب في انقطاع مستمر للكهرباء.